مرحباً بكم في صفحة وزارة الخارجية الألمانية

تصريح وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك حول الوضع في غزة

١٩.١٢.٢٠٢٤ - بيان صحفي

صرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول حول الوضع في غزة بما يلي:

في هذه الأيام، التي تلمعُ فيها بارقة الأمل في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، يظل المشهد بالنسبة لمليوني شخص في غزة قاتماً للغاية. لقد تحولت أجزاء كبيرة من غزة إلى صحراء من الأنقاض؛ ونزحت مئات الآلاف من الأسر عدة مرات، وأصبحت تعيش في خوف يومي من فقدان آخر ممتلكاتها في شتاء الحرب الثاني. كما نرى أطفالاً في سن المدرسة الابتدائية وقد بُتر أكثر من طرفٍ من أطرافهم، وقُتل جميع أفراد عائلاتهم. تأثرت أعين عشرات الآلاف من الفتيات والفتيان من سوء التغذية، وسيظلون يعانون من ندوب عقلية وجسدية لعقود من الزمن.

في أعقاب الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها حماس يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، كرسنا نحن وشركاؤنا كل جهودنا لتحرير الرهائن. وقد بذلنا قصارى جهدنا لضمان عدم نجاح لعبة الإرهابيين الخبيثة، ولكي يجد أحد أقرب شركائنا وأصدقائنا، إسرائيل، الطريق الصحيح في المعركة الصعبة ضد الإرهاب. وبقدر نجاح وأهمية النجاحات العسكرية ضد أولئك الذين يريدون محو دولة إسرائيل من على الخريطة، فإن المعاناة الإنسانية الرهيبة في غزة غير معقولة وغير مسؤولة.

إن وصول المساعدات الإنسانية هو التزام دولي يجب على كل طرف في النزاع الالتزام به. هناك أوامر واضحة من محكمة العدل الدولية، ولكن نداءاتنا لم تلق آذاناً صاغية، ووُضعت عقبات مراراً وتكراراً في طريق عروضنا للدعم الإنساني. وعلى الرغم من صعوبة الوضع، ورغم أن الإرهابيين يختبئون خلف الناس في غزة: فإن الوضع الإنساني في غزة لم يعُد قابلًا للاستمرار، إذ تتسبب العمليات العسكرية في مقتل عدد ضخم جداً من المدنيين.

إن المواد الغذائية والأدوية والخيام التي تمس الحاجة إليها متوفرة في المستودعات المنتشرة حول غزة. ولكن لا توجد إمكانية وصول كافية للمساعدات الإنسانية، كما لا يمكن توزيعها بشكل آمن في غزة نفسها. إن الحكومة الإسرائيلية مُطالبَةٌ بأن تقوم أخيرًا بتعديل نهجها العسكري، وتحسين وصول المساعدات الإنسانية، وتوفير الأمن لعمال الإغاثة في المناطق التي يسيطر عليها جيش الدفاع الإسرائيلي. إن إرهابيي حماس وحدهم هم الذين يستفيدون عندما يقوم مجرمون بسرقة إمدادات المساعدات وبيعها بأسعار باهظة.

إن الأمر الأكثر إلحاحاً الذي يحتاجه سكان غزة وإسرائيل والضفة الغربية الآن هو وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، الذين لا يزال من بينهم أيضًا رهائن ألمان. إنني أناشدُ حماس إطلاق سراح الرهائن إلى عائلاتهم الآن وقبول عقد صفقة؛ كما أطالبُ الحكومة الإسرائيلية الآن تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق وشاملة إلى غزة.

إذ أن وقف إطلاق النار ضروري حتى تنتهي المعاناة والموت؛ وحتى نتمكن أخيرًا من العمل على إيجاد حل سياسي لغزة. ولكن يجب ألا يتم اتخاذ قرار بشأن ذلك دون مشاركة الفلسطينيين، أو من خلال خلق حقائق من جانب واحد. لأن، سأقول ذلك بوضوح أيضًا: أولئك السياسيون في إسرائيل، الذين يدافعون عن احتلال واستيطان غزة، يُعرقلون تحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط. لقد أظهرت التجربة المؤلمة في الضفة الغربية أن الاحتلال الذي لا نهاية له لا يمكن أن يحقق السلام. يجب أن يكون الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية قادرين على تشكيل مستقبلهم في دولتهم. بهذه الطريقة فقط يمكننا كبح الإرهاب وضمان أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنب في سلام وأمن وكرامة وتقرير مصير.

إلى أعلى الصفحة